ويعد أسبوع الفضاء العالمي، الذي جاء هذا العالم بعنوان «العيش في الفضاء»، أكبر حدث توعوي عالمي، يخصص للاحتفاء بالعلم والتقنية والفضاء، ودورها في خدمة الإنسان وتحسين حياته.
وأنهت مدارس التعليم احتفالاتها بهذا الأسبوع الذي اشتمل على ورش تعليمية، وجلسات تفاعلية، وحلقات نقاش، ومشاريع تعاونية وغيرها.
إنجازات بارزة
تمتلك السعودية تاريخًا يزيد عن 50 عامًا في مجال الفضاء، حيث حققت إنجازات بارزة عبر مبادرات فضائية محلية وإقليمية، وتمثلت أبرز الإنجازات عام 1976 بتأسيس عربسات، وعام 1985 بإطلاق أول قمرين صناعيين (Arabsat-1A و1B)، كما أصبح الأمير سلطان بن سلمان أول عربي يصل إلى الفضاء على متن مكوك فضائي تابع لناسا، وفي عام 2023: إرسال رائدي فضاء سعوديين إلى محطة الفضاء الدولية، بينهم أول سعودية تصل إلى الفضاء.
وجاءت هذه الإنجازات بدعم مؤسسي قوي أبرزها عام1977 تأسيس المركز الوطني السعودي للعلوم والتقنية (SANCST) الذي أصبح لاحقًا مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وفي 2018: تأسيس الهيئة السعودية للفضاء (SSA)، وفي 2022: إنشاء المجلس الأعلى للفضاء، ومنح هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية (CST) الصلاحيات التنظيمية لقطاع الفضاء.
بناء القدرات
تعمل المملكة على تعزيز الاستثمار الحكومي والخاص في القطاع الفضائي، وتطوير البنية التحتية الفضائية وبناء القدرات البشرية، وتنفيذ برامج تدريب وتأهيل للكوادر الوطنية، ودعم الشركات الناشئة في قطاع الفضاء عبر مسرعات وحاضنات أعمال.
السوق الفضائي
يشهد القطاع الفضائي العالمي تحولًا جوهريًا، حيث انتقل من كونه مجالًا تهيمن عليه بشكل شبه كامل الوكالات الحكومية، إلى صناعة ديناميكية يشارك فيها كلا من القطاعين العام والخاص، ومن المتوقع أن يستمر هذا التطور بوتيرة متسارعة، مدفوعًا بالتقدم التكنولوجي والطلب المتزايد على الخدمات المعتمدة على الأقمار الصناعية.
ويبلغ سوق الفضاء حوالي 176 مليار دولار، ويشمل القطاعات الأساسية مثل تصنيع الأقمار الصناعية، خدمات الإطلاق، البنية التحتية الأرضية، الاتصالات الفضائية، الاستشعار عن بُعد، والملاحة عبر الأقمار الصناعية، فيما يقدر اقتصاد الفضاء بحوالي 687 مليار دولار، ويشمل جميع الأنشطة التي تولّد قيمة انطلاقًا من سوق الفضاء، بما في ذلك التطبيقات والخدمات التجارية والأنشطة الاقتصادية التي تعتمد على تقنيات الفضاء.
نمو الاقتصاد
توقع تقرير هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، أن ينمو اقتصاد الفضاء العالمي من 687 مليار دولار في 2024 إلى 1.8 تريليون دولار بحلول 2035 بمعدل نمو سنوي مركب 9%، بينما سينمو سوق الفضاء العالمي من 176 مليار دولار إلى 377 مليار دولار بحلول 2035 بمعدل نمو سنوي مركب 7%.
6 قطاعات
تدفع 6 قطاعات رئيسة نمو سوق الفضاء، وهي، الملاحة عبر الأقمار الصناعية، والاتصالات الفضائية الأسرع نموًا، مدفوعة بالطلب على الإنترنت عريض النطاق وخدمات الاتصال المباشر بالأجهزة (D2D) عبر كوكبات الأقمار الصناعية منخفضة المدار (LEO)، والاستشعار عن بُعد (EO) – نمو معتدل مدعوم بزيادة الاستخدام في الدفاع، والتخطيط الحضري، والزراعة، وتصنيع الأقمار الصناعية، وخدمات الإطلاق، والبنية التحتية الأرضية.
الفضاء السعودي
كشف تقرير هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية لعام 2024، حجم واقتصاد سوق الفضاء السعودي، حيث سجل حجم سوق الفضاء السعودي، 1.9 مليار دولار في 2024، ومن المتوقع أن يصل إلى 5.6 مليارات دولار في 2035 (بنمو سنوي مركب 10%)، وسجل اقتصاد الفضاء السعودي (بما فيه الأنشطة والصناعات المولدة للقيمة من تقنيات وخدمات الفضاء) 8.7 مليارات دولار في 2024، ويتوقع أن يصل إلى 31.6 مليار دولار في 2035 (بنمو سنوي مركب 12%).
4 محاور
شهد قطاع الفضاء السعودي تقدمًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، مع تركيز على 4 محاور أساسية هي:
1- تجارية الفضاء:
إطلاق مجموعة «نيو سبيس جروب» (NSG) – أُنشئت في مايو 2024 بواسطة صندوق الاستثمارات العامة (PIF)، وهي شركة مملوكة بالكامل تقدم خدمات الأقمار الصناعية محليًا ودوليًا، وترخيص منصة للاستشعار عن بُعد، وحصلت NSG في يوليو 2024 على ترخيص من هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية (CST) لإنشاء منصة لجمع ومعالجة بيانات الأقمار الصناعية، ومشروع «SARsatX» – شركة سعودية ناشئة ستشغّل 18 قمرًا صناعيًا مزودة بمستشعرات رادارية لتقديم خدمات الاستشعار عن بُعد في المملكة.
2- تطوير الكفاءات البشرية وزيادة الوعي الفضائي:
ويشتمل على برنامج «مدارك» يوفّر تدريبًا في 3 مسارات: أعمال الفضاء، برمجيات وبيانات الفضاء، والهندسة الفضائية.
وتحدي تطبيقات ناسا الفضائية شارك فيه 1400 متسابق في 19 مدينة سعودية، ومؤتمر الحطام الفضائي 2024، لزيادة الوعي ووضع السياسات حول إدارة المخلفات الفضائية، ومعسكرات وبرامج تدريبية منها «Space 2101 و 2102» بالتعاون بين KAUST وSSA وCST، استضافت أكثر من 150 طالبًا.
3-التطورات الحكومية والتنظيمية:
ويشتمل على تأسيس الهيئة السعودية للفضاء والمجلس الأعلى للفضاء، وتجارب على شبكات الاتصالات غير الأرضية (NTN) وسياسات تنظيم الطيف الترددي، وإنشاء مركز مستقبل الفضاء بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي، وانضمام المملكة إلى اتفاقيات أرتميس (Artemis Accords) عام 2022، وتوقيع اتفاقيات تعاون مع أمريكا ودول أخرى مثل إيطاليا، بريطانيا، الإمارات، ومصر.
4- التعاون الدولي
ويتمثل في KAUST وSpire شراكة منذ 2021، حيث أطلقت قمرًا للاستشعار عن بُعد عام 2023، وHALO Space – اختبار كبسولة «أورورا» في السعودية بالتعاون مع CST، ومذكرات تفاهم مع شركات مثل LeoLabs وNorthstar لتبادل الخبرات في الوعي بالفضاء.
فرص تمكينية
تتمثل أبرز عوامل الفرص والتمكين في القطاع الفضائي السعودي في: خدمات البنية الأرضية كخدمة (GSaaS)، وخدمات الأقمار متعددة المدارات (LEO/MEO/GEO)، والشبكات غير الأرضية المدمجة مع الأرضية (Integrated NTN)، وتحليلات الاستشعار عن بُعد (EO Analytics)، وحلول الأقمار متعددة المستشعرات، وحلول الاستشعار عن بُعد للأغراض الاجتماعية، وخدمات الإسناد التجاري للملاحة (Commercial Augmentation)، وتصنيع الأقمار الصغيرة (Smallsats)، وإنشاء ميناء فضائي سعودي، والوعي بالفضاء (Space Situational Awareness)، واستكشاف الفضاء العميق، وتوطين خدمات لوجستيات الفضاء.