يبدأ الموسم بشكل عام في 16 أكتوبر من كل عام، لكنه قد يختلف قليلًا بين منطقة وأخرى.
يسمى «الوسم» لأن أمطاره تسم الأرض بالاخضرار والنباتات، وهو ما يجعله موسماً مثاليا لنمو الأعشاب مثل الفقع والشيح.
وشهدت عدة مناطق في المملكة منذ العام 1400هـ مواسم ممطرة وغزيرة وقت الوسم وخارج أوقات الوسم ( قبل أو بعد الوسم )، يذكرها عدد من المهتمين بالطقس والوسم في مناطق المملكة.
منازل قمرية
يقول الدكتور عبدالله المسند نائب رئيس جمعية الطقس والمناخ السعودية: إن آخر يوم في موسم سهيل هو 15 أكتوبر ويعقبه مباشرة دخول الوسم في 16 أكتوبر. ويأتي دخول موسم الوسم بعد دخول طالع الصرفة، وهو آخر نجوم سهيل الأربعة، والوسم ليس بمنزلة أو نجم في السماء، بل صفة لوقت من السنة.
وعند العرب يضم أربع منازل قمرية من منازل القمر الثمانية والعشرين، وهي على الترتيب:
* العواء ودخوله في 16 أكتوبر
* السماك ودخوله في 29 أكتوبر
* الغفر ودخوله في 11 نوفمبر
* الزبانا ودخولها في 24 نوفمبر
وينتهي الوسم بدخول 6 ديسمبر، وبذلك يكون قد امتد 52 يوماً كاملة.
الملابس الشتوية
يواصل المسند بقوله إن موسم الوسم هو بداية التحول وجمال الأجواء في المملكة، فمع دخول موسم الوسم تواصل الشمس انحدارها نحو الجنوب، وتتحسن الأجواء في معظم مناطق المملكة. ويبرد الليل بعد طول دفء صيفي، فيشعر أهل البر بحلاوة الجلسات حول النار، حيث يشتد الحنين إلى دفئها وسمرها. ومع اعتدال الجو، ينشط فيروس الإنفلونزا الموسمية بين الناس.
وفي أواخر الوسم، ومع بداية شهر ديسمبر تقريبًا، يبدأ معظم الناس بارتداء الملابس الشتوية خاصة في ساعات الفجر والصباح الباكر. كما تشهد هذه الفترة بداية هجرة العديد من الطيور نحو الجنوب، ففي منتصف الوسم تبدأ هجرة طيور الحبارى، والكروان، والكرك الأصلع، بينما في أواخره تبدأ هجرة طيور الجوني والكدري، معلنة بداية مرحلة جديدة من فصول الطبيعة.
وختم المسند بقوله إن الوسم ليس مجرد موسم زمني، بل هو مرحلة من التحول الجوي والبيئي، يترقبه الناس بشوق لما يحمله من اعتدال في المناخ، وبهجة في الأرض، وحياة في الطبيعة.
موسم اعتدال
يرى الدكتور خالد الزعاق أن أجواءنا أفضل أجواء في العالم خلال ثلاثة الشهور القادمة. مؤكداً أن الوسم بدأ في المملكة منذ الأسبوع الماضي، والوسم لفظ مأخوذ من الوسمة وهي العلامة، فهو علامة بارزة على أن أجواء المملكة هي الأفضل على مستوى الكرة الأرضية. فشمال الكرة الأرضية يشهد حالة برد بينما جنوب الكرة الأرضية يشهد حالة حر.
وخلال موسم الوسم في السعودية سنعيش موسم اعتدال، وهو علامة بارزة على أن أرضنا هي الأرض التي تنبت ما لا تنبته أي بقعة في العالم إذا نزل عليها المطر، فمطر الوسم يسم الأرض بجميع أنواع الروض وجميع أنواع الربيع وجميع أنواع الفقع.
والوسم ينقسم إلى قسمين:
* وسم حسابي: والذي بدأ منذ الأسبوع الماضي ومدته 52 يوما.
* وسم واقعي: ومدته 90 يوم تقريبا.
فالعشرون يوماً الأخيرة من موسم سهيل، والعشرون يوما الأولى من موسم المربعانية داخلة في حيز الوسم من حيث التأثير، فهي تنبت ما ينبته موسم الوسم الحسابي، ومدة الوسم على هذا ثلاثة شهور تقريباً.
حرارة الأجواء
يقول عضو جمعية الطقس والمناخ أبو عبدالرحمن الحربش الصخري: للوسم أربعة منازل فلكية، 13 يوماً لكل منزلة. وهي العواء: هي أول منازل الوسم، وهي أيضا رابع منازل فصل الخريف في الحسابات المحلية. تعتبر العواء وعموم أيام الوسم وقتا مناسبا لقلع وغرس فسائل النخيل وغرس معظم أنواع الأشجار، وتبدأ خلالها هجرة الصقور والحبارى والكروان والسمق، وسُمِي بالوسم لأن أمطاره تسم الأرض بالاخضرار، ومدته 52 يوما، بدأ يوم الخميس 24 ربيع الآخر 1447 الموافق 16 أكتوبر 2025 وينتهي السبت 15 جمادى الآخرة 1447 الموافق 6 ديسمبر 2025.
عادةً تزداد الرطوبة المنعشة في أول ووسط الوسم وتخف حرارة الأجواء نهارا بشكل ملحوظ. وتميل إلى البرودة آخر الليل، أما مع آخر الوسم فإن الأجواء غالبا تبرد، وأمطار فترة الوسم نافعة ومنبتة لجميع أنواع الأعشاب الربيعية وكذلك الفقع، ويعتدل خلال الوسم مسار الغيوم ليصبح من جهات الغرب إلى جهات الشرق. وخلال الوسم يستمر الليل بالزيادة.
سحب ضخمة
يضيف خبير الطقس صالح الربيعان، أن السنوات التي شهدت أمطارا وسيولا قبل دخول الوسم الـمعتاد في 16 أكتوبر كانت في عام 1402هـ، وفي وسم 1403هـ حصلت حالة جوية فريدة بدأت من 9- 16 أكتوبر، شهدت أياما ممطرة وحالات جوية رائعة من حائل إلى وادي الدواسر، وفي يوم الإثنين 11 أكتوبر الموافق 24 ذي الحجة 1402هـ هطلت أمطار غزيرة على أجزاء من القصيم، شملت وسط القصيم وعنيزة والمذنب وجنوب الرس ومليدة والمطار. ومن 9 - 10 أكتوبر هطلت أمطار غزيرة على الرياض والحوطة والحريق والدلم والسليل ووادي الدواسر والأفلاج.
وفي يوم الثلاثاء 12 أكتوبر والأربعاء 13 أكتوبر بدأت السحب تتكون من جديد على مناطق الرياض وشقراء والوشم والدوادمي ومناطق جنوب الرياض.
وفي يوم الجمعة الشهير يوم 28 ذي الحجة الموافق 15 أكتوبر وسم 1403هـ هطلت أمطار فيضانية على عنيزة والقصيم بشكل عام من 10 صباحاً إلى الساعة الثالثة عصرا، وبعد العصر تكونت سحب هائلة على شمال القصيم و قرى جنوب حائل وهطلت أمطار غزيرة.
ومن 16- 20 وإلى 25 في عام 1403هـ بدأت حالات خفيفة متوزعة على عدة مناطق جنوب القصيم وحائل وشقراء والوشم والدوادمي وحتى الرياض.
وفي عام 1412هـ بكّر الوسم، وفي يوم 1 الوسم 10 ربيع الثاني 1412هـ هطلت أمطار غزيرة على غرب القصيم. وفي عام 1415هـ حدثت حالة جوية من النادر أن تحصل حيث تكونت سحب ركامية غزيرة يوم الخميس 22 سبتمبر قبل اليوم الوطني بيوم على مناطق سامودة ولينة والزبيرة ورفحاء، سالت على إثرها جميع شعاب لينة والزبيرة.
وفي يوم الجمعة 23 سبتمبر تكونت السحب على وسط القصيم وهطلت أمطار غزيرة على عدة مناطق بعد الظهر، ومع العصر تكونت السحب على وسط القصيم من البكيرية وشرق والمطار وشرق هطلت منها أمطار متوسطة إلى غزيرة.
وبعد المغرب تكونت سحب ضخمة على جنوب عنيزة والمذنب واتجهت شرقا، ومع العشاء وصلت الغاط والمجمعة عبر موجة علوية نادرة يأتي السحاب من القبلة ويتجه إلى شمال شرق، وهطلت منها أمطار غزيرة على المجمعة وامتلأ سد المجمعة.
الشرق والغرب
قال الربيعان: في 1416هـ تأخر هطول المطر بعد دخول الوسم بـ 45 يوما، والسماء زرقاء صافية ولم تهطل الأمطار، وكثرت أمراض الناس والحساسية. وبعد 45 يوما من بداية الوسم شهدنا حالة جوية معتدلة وحالة مطرية استمرت 25 يوما (حالة الديم)، حيث لم نشاهد فيها الشمس 12 يوما. وشهدنا أجواء جميلة وضبابا، وجاءنا ربيع وخيرات، وانفتح على الناس من الرزق، وربعت القصيم وكذلك جنوب حائل وحفر الباطن والصمان وسدير، وتعتبر من أفضل الأعوام التي مر علينا فيها ربيع رغم مرور 45 يوما من الوسم، في حين أن وسم 1417هـ بكّر على الحجاز. ووسم 1418هـ بدأت الحالة بعد دخول الوسم بـ 3 أيام، وبدأت الحالات القوية بعد دخول الوسم بـ 4 أيام من تاريخ 21 أكتوبر.
وفي العام 1421هـ بّكر الوسم وجاءت حالة يوم الخميس 5 أكتوبر قبل الوسم بإحدى 11 يوما، وهطلت منها أمطار غزيرة في أوقات مختلفة ومناطق متعددة.
وفي 1440هـ عام (الوسم العظيم) الذي شمل القصيم والجوف وحائل وشمال سدير وشمال الدوادمي وعفيف.
وفي ثاني أيام الوسم سألت أودية وشعاب حائل. وفي اليوم الثالث سالت أودية وشعاب القصيم وغرب القصيم وحائل، واستمر حوالي 50 يوما شبه متتابع.
وفي عام 1441هـ تكونت سحابة في 10 أكتوبر وصلت من شرق وتوجهت غربا. وقيل إنه خلال 45 سنة تقدم المطر على موسمه المعروف لدينا ( 16 أكتوبر من كل عام ) في 5 سنوات فقط.
وختم بقوله: إننا متفائلون بموسم هذا العام 1447هـ، ونحكم على الوسم أنه ما جاء منه شيء إذا راحت منه 3-4 أسابيع، وما زلنا نشاهد الاستقرار في الأفق حينها نحكم على الموسم.
وختم الربيعان بقوله: يجب علينا أن نكون متفائلين دائماً ولا نحكم على السنة بالوسم لأنه ربما لا تأتي في الوسم أي أمطار، ولكن بعد الوسم يأتي المطر والخير.
سيول عارمة
يتحدث صالح هاشم السيد عن الوسم في المناطق الساحلية التهامية بقوله: إن هذه الفترة ( بداية الوسم ) هي الفترة المناسبة جدا للزراعة في المناطق الساحلية التهامية، وتعتبر هذه الفترة قران 19 وبعده في شهر جمادى أول يبدأ قران 17 وهما أفضل مواسم الزراعة في المنطقة، ثم يليهما قران 15 و13، وهي مواقيت الزراعة المتعارف عليها في المنطقة منذ عهد الآباء والأجداد.
ومن أمطار الوسم التي انبتت الربيع في ديارنا كان وسم عام 1400هـ، حيث كانت أياما ممطرة متوالية وبعدها جاءت مواسم متفاوتة من الأمطار. وفي عام 1418هـ كان موسما مميزا. حيث هطلت الأمطار الغزيرة ليوم واحد، وسالت أودية يبه وحلي. حتى أن السيل في تلك الفترة جرف كوبري وادي يبه، وشهد سيولا عارمة لدرجة أن السيول من قوتها أخرجت آثار آبار قديمة من عهد بني هلال، ووصلت سيول ذلك العام 1418هـ حتى البحر. وشهدت قنونا بمحافظة العرضيات أمطارا غزيرة وسيولا عارمة في يوم الجمعة، شاهدها الأهالي بعد خروجهم من صلاة الجمعة في ذلك الزمان من محطة الصمداني، وحتى محلات المنديلي حاليا شرق القنفدة.
وختم السيد بقوله: إن للوسم دلالات في المناطق التهامية الساحلية ومن دلالاته ظهور زهرة ثمرة السدر البلدي البري الذي يتغذى على مياه المطر، وليس سقيا المزارع والآبار، فثمرة وزهرة السدر حينما تبدأ في الظهور يكون ذلك دلالة على بداية الوسم، وكذلك الطيور المهاجرة التي تصلنا في أوقات البرد، فعند عودتها نعرف أن الوسم بدأ ومنها طائر السمان والكروان والحبارة التي كانت متواجدة بكثرة، ولكنها اختفت وانتقلت إلى نجد، وأيضا الصقور بأنواعها مثل العقاب. هذه كلها دلالات على بداية الوسم ونهاية الخريف. ومع نهاية ربيع الثاني تختفي السحب من الجبال، ويسمع صوت الرعد من من البحر.