ليست لدي أدنى شكوك في أن هذه الدعوة التي جعلتها عنوانا لمقالي وهي «اللهم احفظ دولنا الخليجية ووحّد صفوفها» دعوة تتردد صباح مساء على كل لسان مواطن خليجي ومواطنة، فلا أحد يتمنى أن تسود الخلافات على العلاقات بين دولنا الخليجية، أو تختلف كلمتهم، خاصة وكل مواطن خليجي قد لمس ما تحقق طوال العقود الأربعة المنصرمة من منجزات في كل المجالات، حتى أصبح لمجلس التعاون الخليجي مكانة إقليمية ودولية، أسهمت في نمو أحلام مواطني مجلس التعاون، في أن يبقى التعاون وتبقى الشراكة بين دولهم متينة وقوية، ولعلنا كخليجيين نتذكر مع كل قمة خليجية تنعقد أجمل أهزوجة خليجية تطربنا وتفرحنا وتبكينا ونحن نغنيها «خليجنا واحد، وشعبنا واحد، يعيش يعيش، الله أكبر يا خليجاً ضمّنا الله أكبر».

إن مجلس التعاون الخليجي منذ قيامه كواحد من أنجح المكونات الدولية التي عرفها العالم، وصموده في مواجهة كل التحديات والصعوبات والاختلافات، ونحن نشعر بأن نشأته ووجوده وتماسكه وبقاءه ستؤدي بنا كخليجيين إلى مزيد من اللحمة بين شعوبنا الخليجية في دولنا الست، وسيعمق تقاربنا نظرا لتشابه العادات والتقاليد، ولما يربط بين شعوبنا الخليجية من وشائج القربى والنسب، وسيأخذنا المجلس إلى مزيد من الشعور بالأمان بتوحد كل قواه في خندق واحد، وسيعمل على تحقيق أمنيات وأحلام المواطنين الخليجيين لنمو اقتصادي راسخ، وبناء لحمة اجتماعية أقوى، فالمصير الحتمي في وحدة المنهج السياسي لمواجهة التحديات لا غبار عليه، وتوحيد الرؤى والقرارات لتصب في اتجاه ومسار واحد أمر مهم، من أجل بقاء دولنا قوية في مواجهة كل المحاولات العدوانية، سواء أتت من إيران أو من الميليشيات الإرهابية في المنطقة التابعة لها، التي تريد النيل من دول الخليج لتحقيق أطماع توسعية عدوانية، وزعزعة الاستقرار والأمن لدولنا الخليجية.

ولهذا فأنا على يقين تام بأن توحدنا والتفافنا قادة وشعوبا خليجية، لمواجهة الظروف الراهنة في منطقتنا الملتهبة اليوم، لهو أمر أكثر إلحاحا وحاجة من أي وقت مضى، ولهذا فالمواطن الخليجي الصادق، هو الذي يدعو الله بوحدتنا في الخليج، وأن تذوب كل المشكلات في بحر التصالحات، وأن تعود المياه إلى مجاريها، وهذا هو المسار الذي يهدي إليه العقل، وترشدنا إليه الحكمة، فشراكتنا وتضامننا «صمام أمان» لردع قوى الشر.

ولهذا كم أتمنى على الإعلاميين في مختلف وسائل الإعلام، ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي والمغردين أن يبتعدوا عما يخالف منهج وسياسة قادتنا وولاة أمرنا، وعدم التغريد خارج السرب، فبعضهم - مع الأسف - يصب الزيت على النار، ولا يحسن الدفاع عن آرائه وقناعاته، فقادة دولنا قادرون بسياسة الحكمة على التعاطي مع القضايا المصيرية التي تربط دولنا الخليجية، وهم أدرى وأنجح في إدارة الأزمات التي قد تطرأ، وفي إدارة الملفات الشائكة بحنكة ورؤية واسعة، وهم منشغلون بأن تبقى دولنا الخليجية أقوى، وأن يستمر مجلس التعاون سائرا في طريقه نحو تحقيق وحدة واحدة متكاملة تنتقل من التعاون إلى الاتحاد شيئا فشيئا، ويعملون بشكل جدي على تنمية علاقات دول المجلس وتوطيدها في كل المجالات، لأن من مصلحة دولنا أن تبقى في منأى عن الأزمات التي قد تُضعف من قوتنا في مواجهة التحديات الإقليمية وتربصات الحاقدين.