سؤال دار في ذهني منذ زمن طويل، ولم أجد له جوابا أو تفسيرا مقنعا على الإطلاق، هو سؤال مشاكس وإجابته بالتأكيد تحمل السمت نفسه، وهل الخيانة نسبية، وكيف يشعر بها الخائن ويدرك قدرتها على إخراجه من المجتمع، أو عندما يبصر وجهه في المرآة، وماذا يقول لنفسه أو يبرر ذلك أمام من يحب، هل يحس بتأنيب الضمير، أم هل يقتنع كما يقول الآخر: الخيانة في دمه؟، في جميع الحالات أنا لا أبرر الخيانة على الإطلاق، بل أقف منها موقف (المتقزز).

الخيانة ليست واحدة فقط، بل لها أكثر من وجه، أو تفسير فهناك من ينتقل من مذهب إلى مذهب، وهناك من يرتكب الخيانة الزوجية وأثرها -بطبيعة الحال- في طرفين فقط، وربما تؤثر في فكرة مؤسسة الزواج، والتي تحاط بتقديس خاص لتأثيرها الأخلاقي والنفسي في نتاج هذه المؤسسة، وأقصد بهم الأبناء، حيث يفتقدون بشكل خاص الرعاية والإشراف التربوي والأخلاقي في حالة الانفصال، وهناك من ينتقل من مبدأ إلى آخر وهو معني بدائرته فقط، ولن يؤثر في الآخرين سوى أن شخصا كان مكونا فنقص في المجموعة فردا، ليس إلا؟.

في مثل هذه الحالات تمثل وجهات نظر مرتكبيها ومن في دائرته، فهي نسبية التأثر والتأثير، وهي أيضا وجهة نظر تخص مرتكبها!.

المبتغى من ذلك كله أن هناك خيانة لا تقبل التفسير ولا التبرير مهما كانت أسباب ارتكابها، وأعني بذلك (خيانة الوطن)، وهي بشاعة لا تقبلها الأديان والمذاهب، ولا الحس الإنساني، الوطن ليس خارطة ولا علما، الوطن هو وجوه أمهاتنا وآبائنا، وسنابل القمح وعذوق نخلنا وحبات رمل صحارينا، وبسمة أولادنا عندما يغنون للوطن، كل خيانة قد نجد لها تفسيرا إلا (خيانة الوطن) فهذا خط من جحيم، وعار يبقى مدى الدهر على جبين من يرتكبه، وسلامتكم.