مضى الثامن مارس وهو اليوم العالمي للمرأة كل عام، للدلالة على الاحترام العام، وتقدير المرأة لإنجازاتها الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، وكافة المجالات التي تشارك بها على جميع الأصعدة. سوف أتطرق في هذا المقال لما يجب علينا تجاه المرأة كمجتمع عربي إسلامي؛ لأن المرأة هي نصف المجتمع أي مجتمع، والحقيقة أنه لا يمكن لمجتمع أن ينهض ونصفه معطل، فهي بمثابة اليد الثانية، وقديمًا قيل «اليد الواحدة ما تصفق»، ولقد كثر الحديث أخيرا في وسائل الإعلام المحلية والعالمية عنها؛ لأنها هي محور الحياة الأسرية، وهي الجوهرة الثمينة التي يجب علينا المحافظة عليها، وعندما نتكلم عن المرأة لدينا فهي معززة ومكرمة بفضل هذه العقيدة الإسلامية ثم هذه القيادة الحكيمة. وبدون شك المرأة كانت حاضرة في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- وفي عهد الخلفاء الراشدين؛ إذ كانت صاحبة رأي وإدراك يؤهلها أن تستشار، وخاصة في الأمور التي تخص النساء، وقد شاور الرسول -صلى الله عليه وسلم- أم سلمة، حين طلب من الصحابة قبل عودتهم إلى المدينة أن يحلقوا رؤوسهم ويذبحوا الهدي تحللا من الإحرام فلم يفعلوا، فكررها ثلاث مرات فلم يقم أحد منهم فدخل على (أم سلمة) -رضي الله عنها- غاضباً قائلاً (هلك المسلمون وأخبرها بما حدث).

وكأن الله تعالى أنطق الحل لهذه الغمة على لسان حواء الذكية الحكيمة، حيث ردت قائلة: يا نبي الله أتحب ذلك؟ اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيحلقك، فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلم يكلم أحدًا منهم حتى فعل ذلك، نحر بيده ودعا حالقه فحلقه.. فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق لبعض، حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً غما.

وهذا يدحض من يدعي عدم مشاورة المرأة، وقد حظيت المرأة في هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده -يحفظهما الله تعالى- بكامل حقوقها، وأصبحت شريكًا للرجل في رقي وتطور بلادنا في جميع المجالات، ودليل ذلك الخطوات الإصلاحية التي قامت بها بلادنا لدعم المرأة وتمكينها في كافة المجالات المهمة في البلاد، وإشراكها في الحراك التنموي لبرامج «رؤية 2030».ً

وقد حرصت حكومتنا الرشيدة على وضع الكفاءات من النساء في مناصب عليا في مجالات عدة، وفي صحيح الترمذي يقول النبي محمد -صلى الله عليه وسلم: (أَكْمَلُ المؤْمِنين إيماناً أحْسَنُهم خُلُقاً، وَخِياركم خيارُكم لِنِسائهم)، المرأة تحتاج منا العطف والحنان والمودة والرحمة، كيف لا وهي إكسير الحياة، وهي الأم والأخت والزوجة، وما نقوم به نحن من احتوائها والعطف عليها فإنه ينعكس إيجابا على فتياتنا بعد الزواج، تعطي الحب والمودة لزوجها وأطفالها، وهذا ما نصبو له ونريده من نساء المسلمين.. وفقني الله وإياكم لما نحبه من القول والعمل.