الثاني والعشرون من فبراير.. يوم التأسيس السعودي، الذي أصبح مناسبة سعودية رسمية بعد أن أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله في السابع والعشرين من شهر يناير من سنة 2022، أمرًا ملكيًا يقضي بأن يكون 22 فبراير من كل عام يوما نحتفل به بذكرى تأسيس الدولة السعودية.

فماذا يعني يوم التأسيس..؟

هل هو يوم إجازة من العمل والدراسة، نقضيه بالراحة والنوم والاستسلام للكسل فقط؟


أم هو استعراض بالأزياء التراثية للمتعة والتسلية دون هدف أو فهم لما وراء إحياء وهج موروثاتنا في يوم تأسيسنا؟

يوم التأسيس هو يوم له هدف وطني عظيم يربط الأمس باليوم ويقدم لنا تاريخنا السعودي المجيد على طبق من متعة تربط الماضي بالحاضر، حتى تكون هذه الملاحم التاريخية السعودية قيد الحضور في الأذهان جيلا بعد جيل.. ليكون للوطنية والفخر والاعتزاز أساس متين في قلوبنا يبني عليه حبنا لهذا الوطن.

تاريخ الوطن، والاعتزاز بأمجاده بأدق تفاصيله، بدأً بإرواء العقل والمعرفة والثقافة، بعظمة قصص الأجداد من أجل توحيد هذه الأرض، لتقوم عليها أمجاد هذا الوطن لتتشكل عظمته، مرورًا بإحياء تراث أزياء الماضي بكل ما يصاحبها من ملامح حياة اجتماعية زاخرة بالجمال والمتعة التي كادت أن تضيع مع عولمة الثقافات وامتزاجها لولا الله ثم الأمر الملكي الحكيم الذي جعل لتاريخنا وتراثنا يومًا نحتفل به لنعرف من نحن وكيف وصلنا الى ما وصلنا إليه، فنحافظ عليه.

لذلك يجب علينا أن ندرك نحن الكبار كأسر وأجيال مخضرمة، عاشت بعضًا من الماضي وتعيش الآن حاضرًا أصبح لتاريخنا فيه يوم نحتفل به، علينا أن تستغل هذا اليوم لنصنع منه متعا ترفيهية مغلفة بغلاف جاذب من تاريخ وقصص ومآثر نقدمها لأولادنا، كغذاء وطني يسمن أبناءنا بهوية يعتزون بها ويغنيهم عن تبني ثقافات غريبة.

علينا أن نعلمهم أصل الحكايا وتفاصيل القصص.. علينا أن نعلمهم الفرق بين الثقافات المختلفة في وطن واحد وكيف تصب كلها في حب ثقافة واحدة تجمعنا كسعوديين بغض النظر عن ثقافاتنا المناطقية التي تعتبر إثراء يزيدنا فخرًا نستظل به بعد الله تحت رايتنا الخضراء.

أهازيجنا.. أزياؤنا.. موروثاتنا.. أطباقنا الشعبية.. ثقافاتنا المناطقية.. وكل ما يتعلق بهذا الوطن الغالي يجب أن يكون قيد الحضور القوي منا كشعب.. فهو يوم التأسيس الذي يعود علينا كل عام لنتذكر أن السعودية علا اسمها بفضل من الله، ثم بأجداد أبوا أن نعيش على هامش الحياة، فكانت حياتهم وراحتهم بالأمس فداء لراحة ونماء وتطور ودولة نفتخر بانتمائنا إليها.. ونحمد الله عليها.