«الأربعاء يوم العجوز كما تسميه العرب.. أي أنه يوم النحس الأكبر يوم العبوس والكدر والكآبة. ففي هذا اليوم بدأ السخط من الله تعالى على قوم عاد وثمود، واستمر عذابهم الذي أرسله الله عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما، يسامون فيها سوء العذاب والبلاء، سحقوا ودمروا وخسفت بهم الأرض، وهبطت الصواعق من السماء. هذا ما حاق بقوم عاد في يوم الأربعاء» الذي أطلق عليه العرب «يوم العجوز» أو يوم البؤس أو يوم العقاب.. وقد تجنب العرب في الجاهلية والإسلام تسمية أسواقهم أو قراهم أو أبنائهم أو صحفهم بهذا الاسم «الأربعاء».. كان اسم شؤم يتطيرون منه ويتشاءمون. وكان إذا قدم على بعض الأقوام من العرب، بعض الضيوف في هذا اليوم تشاءموا من قدومه وتوجسوا شرا.. وكانوا يقولون لا يأتي إلينا في يوم العجوز إلا شرارالخلق.. ويقول الأخوة في اليمن «يوم الربوع على قرنه».

ويذكر أنهم كانوا في الجاهلية - أي العرب - لا يغزون ولا يحاربون في يوم الأربعاء، خوفا من الانكسار أو الهزيمة.. وقد خالفت أنا هذه القاعدة.. واعتبرتها تخريفا لا ينبغي الأخذ به.. فكتبت لسنوات في ملحق الأربعاء.

وبرغم أني قاسيت الويل والثبور وعظائم الأمور، وقوبلت بالجحود والنكران، وحجبت مقالاتي وأكثر من ذلك المبالغة في الأذى.. لهوى في النفوس المريضة.. رفضوا رفضا باتا إعطائي ملفا بمقالاتي، التي نشرت فتوسط الأستاذ الشهم الكريم عبدالله خياط، لدى صديقه الأستاذ الفاضل أسامة السباعي.. فأفرجوا عنها ولكنها وصلتني مشوهة وغير واضحة، فلم أستغرب إطلاقا هذا التشويه، فهو صادر من ملحق يوم العجوز كما سماه الصديق الأستاذ عبدالرحمن الرفاعي.

غير أني وددت هنا أن أسجل اعترافا بالجميل، للأستاذين الجليلين عبدالله خياط وأسامة السباعي، اللذين أنقذا جزءا يسيرا مما كتبت لكي أحتفظ به، وعلى رأي المثل الجنوبي.. «إن عدت إليك ياخبت البقر سمني ثور».