ولعل من أهم ما يمكن الحديث عنه في هذا اليوم المميز هو تمكين المرأة من رسم وتنفيذ وتقويم المشاريع الإبداعية التي تثمر الابتكارات، والتي لم تعد حكراً على فئة معينة، ونتيجة لذلك بزغت نجوم نسائية رائعة، تجسد وبفخر إسهامات النساء في رسم خارطة جديدة للعالم تكون المرأة فيها في مركز الصدارة، وفي مقدمة المؤثرين لتحقيق التنمية المستدامة في المجالات كافة.
ونحن في المملكة العربية السعودية وفي ظل قيادة حكيمة ومبدعة، تعيش المرأة السعودية في أبهى حلة، وأجمل صورة عالمية تستحق الإشادة على كل الأصعدة.
ومن أهم ما يمكن أن نسلط عليه الضوء في هذه المناسبة العالمية ما حققته المرأة السعودية عموماً ومبدعاتنا الرائعات في عالم الابتكار والبحث العلمي، ومنصات التتويج التي ازدانت بوجودهن خلال السنوات الماضية والتي تُعد تجسيداً حقيقياً لمكتسبات رؤية الوطن (2030).
سأذكر هنا وعلى سبيل المثال لا الحصر تلك المشاريع الرائدة لطالبات مبدعات أذهلن العالم في مسابقة «إنتل آيسف 2021»، وهو أكبر معرض علمي للمنافسة في مجال الأبحاث العلمية للمرحلة ما قبل الجامعية، ويستضيف المعرض ما يقارب 1800 مشارك من أكثر من 75 دولة حول العالم، وقد حصلت الموهوبات والمبدعات لانا أبو جامل، وأروى نيازي، ورشا القحطاني، وروبي رجب، ولمى القحطاني على جوائز وميداليات نظير مشاركاتهن وابتكاراتهن في المعرض، واعتلين منصة التتويج كدليل باهر على مستقبل مضيء ينتظر الوطن عند وصول هؤلاء المبدعات إلى جامعاتنا ومؤسساتنا التربوية والاقتصادية.
وهذه الإنجازات المدوية وغيرها الكثير لبنات الوطن في مجال الابتكار والبحث العلمي وهن في سن صغيرة، تدل دلالة واضحةً على أن الرؤية التي رُسمت للمرأة في وطننا تثمر إنجازات غير مسبوقة، وأنها تسير في خطى متلاحقة نحو تحقيق المستهدفات وبسرعة فائقة.
إن فضاءات الإبداع التي تم تهيئتها للمرأة السعودية، بفضل الله، ثم بالتخطيط السليم هو ما أدى إلى وصول المبدعات والمبتكرات السعوديات إلى آفاق واسعة، وأتاح لهن الفرصة لعرض ما لديهن من أفكار، وتجسيدها في منتجات تخدم الإنسانية، وتحقق أحلامهن نحو الإبداع والإنجاز المميز.
وهنا لا بد من الإشارة وبفخر في كل مؤسساتنا التربوية إلى هذه النماذج المضيئة من مبدعات الوطن، والتعريف بإنجازاتهن من خلال تصميم الأنشطة اللاصفية التي يمكن أن تنفذها الطالبات في المدارس والجامعات، وكيف يمكن للبقية اللحاق بركب المبدعات، كما يمكن استضافة هذه النماذج لإلقاء المحاضرات، وإدارة ورش العمل، والتدريب على مهارات التفكير الإبداعي والناقد، لا سيما وأن تجربتهن العملية تثبت أنه لا مكان لليأس، وأن الإبداع لا حدود له، وأنه يمكن للمتعلمة أن تبدع وتبتكر إذا اتبعت الخطوات العلمية السليمة التي تمكنها من الفهم العميق والابتكار.
وكل عام والمرأة السعودية في أعلى القمم.