ألم تتساءل من أين جاء بهذا الذكاء؟ وكيف انتصر في اللعبة؟ وكيف فهم استراتيجيات اللعبة؟ على فكرة، حينها كان ذلك شيء بسيط من استخدامات الذكاء الاصطناعي! فالمبرمج وضع حينها قانون اللعبة وجعل الكمبيوتر يتنبأ بتحركاتك ويرسم خطة لصدك. والآن لنشرح ماهو الذكاء الاصطناعي بتعريف «المقصد منه الشرح فقط»، وهو «برمجية أو برنامج بداخل الكمبيوتر يقدم مجموعة كبيرة من المعطيات والبيانات والمعلومات والنصوص والصور والفيديو للكمبيوتر، يحللها الكمبيوتر ويعالجها ويفهمها. والتصرف أو التنبؤ بناء عليها» وسأعطي عدة أمثلة:
عند إعطائه - مثلا - مليون صورة لأشعة عظام، ونعطيه معلومات عن كيف يميز الكسر والاحتكاك، ونضع هذا البرنامج عند طبيب، وفي كل صورة أشعة جديدة يقوم الذكاء الاصطناعي بإعطاء الطبيب رأيه فيها، بناء على المعطيات السابقة فقط! ولكن لو كانت العظام سليمة ولكن بها هشاشة فلن يتعرف، لأنه ليس لديه مخزون من المعلومات الأخرى. وهذا المثال ينطبق على كثير من الاستخدامات مثل التنبؤ بالطقس، الترجمة، تحليل البيانات، المساعدة على اتخاذ القرار، المساعد الرقمي، التنبؤ بوقت وصولك بناء على الازدحام المروري، كما له ربط مع برمجيات أخرى تضاف إليه وتزيد من ذكائه. فمثلًا إذا كان الذكاء الاصطناعي يتفاعل مع بيانات تعطى له مسبقًا، لماذا لا يتعلم بنفسه؟ سنجد بأن هنالك فروع برمجية اسمها (تعلّم الآلة)، حيث يعطى صورة لباب ويعطى بعدها صورة لنافذة، ويعطى تصحيحًا بأن هنالك اختلافات بينهم وأنهم غير متشابهين، حينها سيتعلم ولكن مع مرور الزمن! وكلما زودته ببيانات تعرّف عليها. ومن الأمثلة الأخرى التي انتشرت (ChatGPT) حيث استخدمت برمجية جديدة وهي GPT وترجمتها المحول التوليدي المدرب مسبقًا، وهي تقول للذكاء «قم بقراءة أكبر عدد من الكتب والقصص والمقالات وبالمقابل يجب أن تتعرف على الأسلوب في انشاء النصوص، وكيف نربط الجمل والمعاني وتكوين جُمل تحاكي أسلوب البشر والتنبؤ برد مناسب»، وهذه التقنية سببت نقلة نوعية حيث لم يتوقف الاستخدام على صفحة دردشة تسأله ويجيبك، أو تطلب منه أن يكتب مقالًا أو قصيدة، بل تطور ليتفاعل بالصوت، الصورة، الفيديو. حسنًا لنعد قليلًا للذكاء الاصطناعي ونكمل حديثنا عنه، وهذا المثال الذي سأطرحه كذلك سيوضّح أن هذا الذكاء يفهم ويتفاعل، حيث تلاحظ - مثلا- عندما تريد تجديد منزلك وتبحث فقط عن طاولة جديدة عبر الانترنت، تجد عند تصفحك وظهور إعلانات بملاحظة أن مقترحات الاعلانات تتمحور حول الأثاث من طاولات وكراسي وستائر، فالذكاء يعرف أنك بحثت عن فئة في التسوق وسيقترح عليك المزيد، ولكن متى يفهم؟ عندما تستخدم هاتفك لمدة طويلة ويتعرف عليك بحسب البيانات وسلوكك. فالذكاء الاصطناعي أداة تساعد البشرية وتقوم بأعمال مساندة مهمة.