يقول الكاتب والفيلسوف إيان راند «يمكنك تجاهل الواقع، لكن لا يمكنك تجاهل عواقب تجاهلك للواقع».

كان الموضوع واضحا والناس تشعر وتتكلم فيه وكتبنا وغيرنا عدة مقالات من باب التنبيه لكن اختار عديد من وكلاء السيارات والمعارض تجاهله!

وكأنك إذا تجاهلته سيختفي من نفسه!

قبل أيام قررت هيئة المنافسة: توجيه الاتهام ضد 79 من الوكلاء والموزعين ومعارض السيارات، وتحريك الدعاوى الجزائية ضد 64 منشأة! شملت المخالفات (الاتفاق على تحديد الأسعار، وتقاسم الأسواق حسب المناطق الجغرافية) وغيرها، مما أدى إلى الحد من المنافسة والتأثير على رفاهية المستهلك، وقرر المجلس تحريك الدعاوى الجزائية ضد 64 منشأة، ودراسة 15 طلب تسوية.

يمكنك أن تتصور العدد الكبير من الوكلاء وتجار السيارات!! الموضوع ليس محصورا وليس حالة أو حالتين، نحن نتكلم عن نحو أكثر من 70 حالة! وكأن الموضوع أصبح شبه عرف عند بعض وكلاء وتجار السيارات.

الناس كانت تشتكي من تحديد الأسعار ومن سوء الخدمة وتأخرها وغلاء الأسعار نسبيا، وتدخلت وزارة التجارة وتدخلت هيئة المنافسة ولكن البعض من شريطية السيارات إذن من طين وأذن من عجين كما يقول المثل الدارج!

كتبنا عدة مقالات عن الموضوع وآخرها كان قريبا فقط قبل بضعة أسابيع بعنوان «مظبطهم وفي الجيب».

«وزير التجارة..... قد جلس معهم عدة مرات وكعادته أعطاهم بدبلوماسية ورقي تلميحا وإشارات، ولكن يبدو أن البعض لا يتفهم رقي حديثه، فما زالت (روح الشريطي مستترة داخليا في بعض وكلاء السيارات)، حتى لو لبس البشت، ربما يحتاجون لمصارحة أنفسهم أولا ماذا يريدون أن يكونوا في المستقبل؟ فدوام الحال من المحال، ومن ثم يذهبون لوزارة التجارة ويناقشون إستراتيجية ما يمكن عمله مستقبلا للتطور بالقطاع!».

عزيزي التاجر أو الوكيل لا تستطيع أي وزارة أو هيئة مساعدتك إن لم تساعد نفسك أولاً! ولتبدأ بتغيير الفكر وطريقة الأسلوب والتعامل، اعتبر المستهلك عميل لك يستحق منك كل الاحترام والاهتمام، وليس ضحية تريد أن تمص من أمواله أكبر قدر ممكن، ليس من المنطق أن تكون أسعار السيارات مرتفعة جدا مقارنة بالأسعار الدولية والمنطقة، وفي نفس الوقت خدمات ما بعد البيع سيئة! فلا يعقل حشفاً وسوء كيلة!

صراحة نتمنى أن تكون العقوبات كبيرة حتى تكون رادعة وعبرة في المستقبل، خصوصا أن استجابة بعض تجار السيارات سابقا لم تكن بالشكل المطلوب على الرغم من تنبيهات وإشارات المسؤولين، فالمسؤولون نبهوهم وجلسوا معهم بكل رقي من باب دعم تجار الوطن، ولكن ويبدو أن بعضهم ما يمشي إلا إذا شاف العقوبات الصارمة!

كما ذكرنا سابقا نحن لا نريد ولا نتمنى خسارة لأي مواطن أو تاجر في البلد، بل على العكس نريد لهم التقدم لكن كل شيء بالمعقول والمنطق، إذا كان المواطن السعودي يدعمك ويشتري منك يا تاجر أو يا وكيل السيارات حاول تقدر ذلك، ويجب ألا تستغل ذلك، والمثل العامي واضح «إذا خويك عسل لا تأكله كله!».

خبر جيد من هيئة المنافسة ومجهود يشكرون عليه وآمل أن نسمع عديداً من الأخبار الجيدة الأخرى قريبا منهم في جميع المجالات والقطاعات!

نحن من المؤمنين بأهمية المنافسة ونعتبرها عنصرا حيويا جدا في اقتصاد أي بلد، ويجب دعمها بقوة، ف المنافسة هي ما ينتج التقدم والرقي في أي مجتمع اقتصادي، كتبنا سابقا أن النجاح والاستمرارية لا يأتيان إلا بالمنافسة، وضربنا أمثلة أمريكا حافظت على الصدارة في كثير من المجالات من خلال المنافسة، تقول نانسي بيرسي «المنافسة شيء جيد، إنها تجبرنا أن نفعل أفضل ما لدينا».